أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقضات قرآنية - جزء ثانى















المزيد.....



تناقضات قرآنية - جزء ثانى


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 17:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- تناقضات قرآنية – جزء ثانى .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (90) .

هذا البحث يعتنى بالتناقضات فى القرآن من تجميعات لستة عشر مقال سابق لى بعنوان " زهايمر - تناقضات فى الكتابات المقدسة " ليقتصر هذا البحث على التناقضات فى القرآن فقط .
أمهد بهذا التجميع فى أجزاءه الثلاثة لإصداره فى كتاب , وكدلائل قوية على بشرية الأديان ولكنى لا أقصره على هذه الرؤية هنا فقط , فهو مقدم للاخ عبد الحكيم عثمان الذى يتوهم أنه يرد على كتاباتى فلم يعد يجد ما يستحق الرد والتعقيب لأقول له ها أنت أمام حفلة وزخم من التناقضات والإشكاليات فهل تملك القدرة على الرد أم يكفيك تهافت قولك بأن كتاباتى لا تؤثر فى القارئ وكأنك قمت بإحصاء رأى .
كذلك أقدم هذا البحث للمدعو بشاراة أحمد ذاك السلفى الذى يتوهم أنه يرد على كتاباتى قادر على منازلتى فلا تكون ردوده سوى محاولات مستمرة من الإساءة والإزدراء مصحوباَ بتلفيقات ومرواغات , لذا أقدم له ما يُلجمه ويُحرجه ولنرى كيف يرد هذا الجهبذ بدون إساءة وسب .
فى هذا الجزء سنتناول نوع غريب من التناقضات عندما تعتنى الآيات بمشهد إخبارى وحدث وتاريخ , فهنا لن تجدى أى محاولة للإلتفاف والتلفيق والتبرير كون الحادث الذى تم هو حدث ذو وجه واحد من الحقيقة ,هذا فيما يخص السرد الإخبارى التاريخى فى القرآن كذا لا يجوز التخبط والتناقض فى سرد الإله عن يوم القيامة وماذا سيفعل فى الكافرين فهو هنا يروى من علمه المطلق ليكون التخبط والتناقض غير منطقى ليصب فى إعلان بشرية النصوص وما إعترى مؤلفها من رؤى وأهواء وأمزجة.

** تخبط وتناقض فى أحداث ومشاهد تاريخية
* ابليس طُُرد من الجنه أم لا .
لن نعتنى بالمشهد الملئ بالفنتازيا والتناقض عن مشهد عصيان إبليس والصفقة التى تمت بينه وبين الله ولكن سنرصد أمر طرده من الجنه لنجد فى موضع آخر أنه مازال موجوداً حاضراً فى الجنه .
الله طرد إبليس من الجنّة حين رفض السجود لآدم بقوله( فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) ففى سورة الحجر نقرأ ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون , قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين ) وقوله لآدم: ( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) ثم فجأة يحل الزهايمر لنرى إبليس قد عاد إلى الجنة بعد طرده منها ليغوى آدم أو قل أنه لم يبارحها , لنجد فى سورة البقرة أن الله نسى أنه طرده ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) . فهل تم طرده أم لا , أم إختبأ ابليس ولم يفطن الله لمكان إختباءه .!

* أيهما أولا العجل أم الصاعقة .؟!
لدينا تناقض غريب لا يوجد من يبرره فهو يضع سيناريو لحدث فى آية ثم يغيره فيما بعد فى آية أخرى , ففى سورة البقرة نقرأ ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم "باتخاذكم العجل" فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة "فأخذتكم الصاعقة "وأنتم تنظرون ) لنجد مشهد إتخاذ العجل للعبادة قد سبق مشهد الصاعقة لبني اسرائيل ثم نقارن هذا بما ورد في الآية 153( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم " ثم اتخذوا العجل" من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا ) . أى أن الصاعقة أخذتهم ثم اتخذوا العجل فى قول لا يحتمل اللبس بقوله " ثم اتخذوا العجل " . إذن نحن أمام مشهد متناقض شديد الغرابة لا يترك أى مساحة للتفسير والتبرير فهو لا يعتنى بنسخ حكم مثلا بل مشهد تاريخى ذو سيناريوهين متضاربين .!

* موسى والمذبحة .
هناك مذبحة نالت الأطفال على يد فرعون لتختلف الآيات القرآنية فى زمن المذبحة , ففى سورة طه كان حدثها عندما كان موسى طفلاً , وفى سورة غافر عندما كان موسى نبيا , ففى سورة طه( إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ) طه 39 .
هذا يعنى إقدام فرعون على قتل الأطفال وقت ماكان موسى طفلاً , ولكن سورة غافر تقول لنا مشهد آخر تماما فقد كانت المذبحة فى عهد موسى نبياً ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ )غافر 24. فأى المشهدين صحيح .؟!

* هل عذب الله عاد يوماً واحداً أم عدة ايام . ؟!
إختلف القرآن فى عدد الايام التى استغرقها الله في هلاك قوم عاد , فهو يوم واحد نحس كما فى سورة القمر 19 ( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) ولكن فى سورة فصلت 16 يستغرق الأمر عدة أيام نحسات ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُون ) .!!

* إختلاف الروايات فى هلاك قوم ثمود .!
يذكر القرآن هلاك قوم ثمود فى سورة الحاقة بواسطة الطاغية ( فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ) . ثم يقول القرآن فى موضعين آخرين بسورة فصلت أن صاعقة العذاب اخذتهم ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) فصلت:17 . ثم يؤكد فى موضع آخر ان ثمود هلكوا بصاعقة مثل عاد ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) فصلت13 .!!

* السر المجهول فى مصير فرعون .
يخاطب الله فرعون بعد أن طارد اليهود حتى بلغوا البحر ، وقبل أن يغرق هذا الطاغية مع الغارقين فيخاطبه الله قائلاً فى سورة يونس 10 ( آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَة ). وفى سورة يونس90- 92 ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ البَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ ) .
هذا يعنى أن الله نجى فرعون من الغرق ليكون آية لكنه يقول في القصص 40 :( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) . كذلك في الإسراء 103:( فاغرقناه ومن معه جميعا ) .وفي الزخرف 55 :( فأغرقناهم جميعا) .. فما مصير فرعون هل الله نجاه ليجعله آية للإتعاظ أم أغرقه فى البحر .؟!

* مَنْ مع مَن ؟ و مَن ينتمى لمن ؟!
في سورة العنكبوت 39 : ( قارون وفرعون وهامان ولقد جاءكم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض ) وهنا نرى أن قارون مع فرعون وهامان أي من قومهم ، لكن في المؤمنين 44- 48 ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (45) إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ). نرى فريقان أمام بعضهما , الفريق الأول موسى وهارون والفريق الثاني فرعون وملأه ، أما في القصص 76 فنرى قارون من قوم موسى ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى ) ، فمن ينتمي لمن .؟!

* حية أم كالجان .
نعلم قصة عصا موسى التى تحولت لحية من الفلكلور والميثولوجيا التوراتية لينقلها القرآن إلى تراثه ولكن لابد ان يكون للقرآن رأى آخر ليُربك المؤمنين به فهو يُقر بأن العصا تحولت لحية فى أكثر من آية ففى الشعراء 32 ( فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ) . وكذلك قوله ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ) الأعراف117 . ليؤكد أنها ثعبان يتلقف ما يأفكون ,وكذلك قوله ( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ) طه20 . إذن نحن أمام عصا تحولت لحية يؤكدها قوله فى آية الشعراء بثعبان "مبين "أى واضح ولكن بعد هذه الروايات والتأكيدات يهل التخبط والتناقض علينا بآية سورة النمل 10 عندما يستعيض عن الثعبان المبين بالجان ( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ) . ولتلاحظ أن إلقاء العصا فى سورة طه أنتج حية مبينة واضحة للعيان تسعى بينما فى سورة النمل كجان فى هيئة عصا .. نحن أمام مشهد قصصى لا يحتاج التناقض فى سرده لحدث ومشهد واحد. !

* تعاطى الله مع بنى إسرائيل يناقض نهجه .
مشهد أخر من التناقض فى هذا السياق يتمثل فى التعاطى مع بنى سرائيل لنجد لعنات وإنتقام هائل من الله كون اليهود إصطادوا فى يوم السبت ليسخطهم قردة وخنازير كما فى المائدة60 ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) . وفى البقرة 65 ( ولَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) . وفى الأعراف166 ( فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) . هذا العقاب يتناقض مع رحمة الله القائل ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً ) النساء:175 .- (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر:53 – ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) النساء48 . فهنا نجد التناقض ويزداد غرابة هذا التناقض أن المسلمين يعملون فى يوم السبت , وأن الله الإسلامى إعتمد هكذا زعم وتحريف اليهود بقدسية السبت , فما هو نهجه , وما تبرير تلك القسوة المفرطة ليمارسها مع اليهود طالما السبت ليس بذات الاهمية , والطريف بل المبكى لهذا الإله أو قل كاتب النص قوله ( اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ) لتأتى محققة لفكرة مكر الله وضلاله الذى يجعل الصيد لا يأتى إلا يوم السبت , فى النهاية هل لا تزر وَازِرة وِزر أخرى متحققة أم تم إبطال مفعولها .؟!

* أقوال متباينة فى مشهد واحد .!
فى سورة النمل : ( إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ) .
وفى سورة القصص: (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بَأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الوَادِ الأَيْمَنِ فِي البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ ) .
وفى سورة طه : (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي )
هنا نجد التناقض في أقوال موسى لأهله رغم أن الموقف والحال واحد فهل قال موسى لأهله (إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) النمل7 . أم قال لهم (إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ) طه 10 . أم قال لهم (إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) القصص 29 . فهناك اختلاف في درجة اليقين مما هو فاعل ، فمرة يؤكد لهم بثقة أنه سيأتيهم بها ، ومرة يقول بغير ثقة لعلني آتيكم بها .

* إختلاف النداء فى مشهد واحد .
في ذات الموقف تجد نداء الله لموسى مختلف , فهل ( نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ) . أم (نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) . أم ( نُودِيَ مِن شَاطِئِ الوَادِ الأَيْمَنِ فِي البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ ) لنجد هنا ثلاثة نصوص مختلفة للنداء الذي نادى به الرّب موسى .!

* تباين فى أقوال قوم لوط .
هذا التناقض يتعلق بقوم لوط وجوابهم على نبيهم حين كان يجادلهم ويحذرهم من الكفر والفسق , ففي سورة الأعراف 7/82 : ( وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) . أما في سورة العنكبوت29/29 : ( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ) . فما الصحيح يا ترى؟ ما ورد في الأعراف أم الذي ورد في العنكبوت ؟ .

* هل نجا اهل نوح من الطوفان أم لا .؟
يذكر القرآن فى الأنبياء 21أن نوح وكامل أسرته قد نجوا من الطوفان :( وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) ولكن فى هود:43 نجد أن أحد أولاد نوح قد غرق : (قَالَ سَآوي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) .

* هل ملاك واحد أم عدة ملائكة بشروا مريم ؟!
فى سورة آل عمران : ( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) لتشير الآية هنا إلى عدة ملائكة تقوم بالبشارة , بينما فى سورة مريم: ( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ) لتشير إلى أن حامل البشارة ملاك واحد .. فهل ملاك واحد قدم البشارة أم عدة ملائكة . ؟!

* هل المسيح رفع إلى السماء أم مات .
يذكرالقرآن أن المسيح رفع للسماء ( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيم ) النساء 156 . وفى آية أخرى يؤكد الرفع ( إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تخلتفون) سورة آل عمران 3: 54.
هاتان الآيتان إعلان صريح وواضح أن الله رفع المسيح إليه ولكن هذا الحدث ما يلبث أن يتناقض مع آيات أخرى تعلن عن موت المسيح وبعثه ( السلام على يوم ولدت ويوم " أموت "ويوم أبعث حيا ) مريم19: 32 - وآية (وسلام عليه يوم ولد ويوم "يموت" ويوم يبعث حيا ) مريم 19: 14 – وآية (ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن إعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما "توفيتنى "كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ) سورة المائدة 5 .
بالطبع لا يعنينا أن المسيح قتل على الصليب حسب إعتقاد المسيحية أو شبه لهم ولكن يعنينا حدث نهاية المسيح , فهل تم رفعه أم مات وتوفى وسيبعث حيا .. فنحن هنا أمام روايتين مختلفتين فى سرد حدث تاريخى واحد ولسنا امام آيتان تعنيا بالتدرج فى التشريع كما يعتقد البعض عندما يواجه التناقض .

* عروج الملائكة .
فى المعارج 4:70( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) . وفى السجده 32:5 ( ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) .
لنا ملاحظات على هاتين الآيتين أولهما التناقض الواضح فى عروج الملائكة إلى الله فهى مرة خمسين ألف سنه وأخرى ألف سنه فأيهما الصحيحة ؟! أما الأخطاء والتناقضات الأخرى فلا تقل فجاجة فهاتان الآيتان تجعلان الله المُفترض محدوداً مشخصناً فى حدود لتجعل له مكان تقطعه الملائكة فى ألف سنه أو 50 ألف سنه للوصول لقلعته , وإذا إعتبرنا الله ذو مكان فالإشكالية الأخرى أن المسافة بين الإله والأرض لن تكون خمسين ألف سنه مما تعدون بل قل خمسمائة مليار سنه وفقا لما أدركناه عن سعة الكون .!

* التخبط والزهايمر على أشده لينال إحصاء الملائكة .
فى غزوة بدر أرسل الله مدد من الملائكة لتشارك المسلمين القتال ولسنا بصدد السخرية من هذه الفنتازيا ولكن الزهايمر الذى إعترى هذه القصة الفنتازية , فيشير القرآن أن عدد الملائكة كان ألفاً وفى موضع ثانى صار ثلاثة آلاف وفى موضع ثالث ملاصق للثانى خمسة آلاف .!
فى الأنفال 9 ( اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) . وفى آل عمران 124 و125 ( إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتتقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِم هَذَا يُمْدِدكُمْ رَبكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ منَ الْمَلَائِكَةِ مُسَومِينَ125) .!

** تخبط وتناقض فى سرد مشاهد من يوم القيامة .
* هل يقدم الكافر كتابه بشماله أم وراء ظهره ؟ .
فى الانشقاق 7-12( فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا وأما من أوتى كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا ) أى أن الذى سيأتى كتابه من وراء ظهره فسيصلى بنار جهنم , ولكن فى الحاقة 19-31 ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيه إِنِّي ظَنَنتُ أَنّي مُلاقٍ حِسَابِيه فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَة وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه يَالَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ ) . أى من يقدم كتابه بيساره فسيصلى فى نار جهنم ولا عزاء لأصحاب اليد اليسرى .. فأيهما صحيحاً هل من يقدم كتابه من وراء ظهره أم بيساره , ولنلاحظ أن الآيتان خبريتان لمشهد فى يوم الدينونة وليس حكم شرعى يتحمل التغيير والنسخ مع تحفظنا على قول النسخ .

* عُمى صُم بُكم أم يتكلمون ويرون .!
الله بحكم علمه المطلق بالغيب فهو يدرك مشهد يوم القيامة ليُفترض أن تفاصيل هذا المشهد واحدة فى كتابه ومدوناته ولكننا نصطدم بالتناقض والتخبط فى سرد هذا الحدث ليأتى بمشهدين متضاربين فما يؤكده هنا ينقضه هناك مما يدل أننا أمام كتابات بشرية تنتج أفكارها وخيالاتها وفق اللحظة .
يقول الله في قرآنه ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ) . أى أنه سيحشر المذنبين عُمى بكم صم ويؤكد هذا الإبتلاء بالعمى فى موضع آخر ( مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ,قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ) .
واضح من الآيتين أن الله سيحشرهم يوم القيامة بكماً صُماً عُمياً لا يرون ولا يتكلمون ولا يسمعون , ولكن هناك آية أخرى تناقض هذه الصورة لتأتى بالنقيض والعكس ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) . لنجد الكفار يكفر بعضهم بعض ويلعن بعضهم بعض أى يتكلمون وليسوا بُكم , فإذا كان الله سيحشرهم بُكم فكيف سيتلاعنون , وإذا كانوا صُم كيف يستطيعون سماع اللعنات والشتائم , وإذا كانو عمياً فكيف سيرون بعضهم بعضا ليلعنوا بعضهم بعضا . !

* هل ينطقون أم لا ينطقون .؟!
فى مشهد إخبارى آخر عما سيدور فى يوم القيامة سنجد تأكيد للمشهد السابق فالله يقول ( يوم نختم على أفواههم ) . وأيضاً ( هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) . وكذلك ( ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون ) . مما يدل أن الكفار فى يوم القيامة ممنوعون من الكلام حتى للدفاع عن أنفسهم .. ولكننا نجد في آية أخرى أنهم ينطقون ويتكلمون بحرية ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ )
فصلت . وفى آية أخرى ( ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) الأنعام .
إذن لدينا آية تقول بإخراس الكفار عن النطق فى يوم القيامة ( يوم نختم على أفواههم ) و ( هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) وآيات أخرى نجدهم ينطقون ويتكلمون , فما معنى هذا سوى اننا أمام تناقض وتضارب لن تجد من يسعفه أو يبرره فهو يتناول مشهد إخباري فى علم وترتيب الله , ومن هنا لن تخرج الأمور عن وصف بشري لمشهد متخيل تأثر هذا الوصف بما يعتمل في النفس من مشاعر وانفعالات لحظة التأليف .

* يكتمون أم لا يكتمون .
فى نفس السياق جاء في الأنعام 22: ( ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ) . أما في سورة النساء 42 : ( يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا ) . ففي الآية الأولى نرى أنهم كتموا وفي الثانية لا يكتمون .!

* يتساءلون أم لا يتساءلون .!
فى نفس هذا السياق المتضارب لمشهد يوم القيامة يقول ( فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون ) كما يؤكد هذا المشهد الرهيب عن يوم القيامة بقوله ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) . فهو موقف لن يلتفت المرء فيه لأخيه ولا لأمه ولا لزوجته فضلاً أن ينشغل بباقي الناس فعبر القرآن عن هذا بالقول أنهم "لا يتساءلون" ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) ويقول أيضاً ( فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) مما يدل على أن الكفار يتساءلون ويتلاومون . فهل يتساءل الكفار يوم القيامة أم لا ؟! .

* الله سيسأل البشر يوم القيامة أم لا ؟!
بالطبع سيُسأل البشر يوم القيامة وإلا ما معنى كل هذه الجلبه والضوضاء التى أتحفنا بها القرآن , فعندما يأتى الحديث عن يوم القيامة يقول الله في القرآن ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون )الحجر92:15 كما يقول في آية أخرى (ولتُسئلن عما كنتم تعملون) . ويقول في آية ثالثة (فقفوهم إنهم مسئولون ) . وفي رابعة يقول ( فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين ) . وفى خامسة ( تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) النحل 16 .
لا نجد حاجة لشرح هذه الآيات فمعناها واضح ولا أحسب أن المسلم لا يعرف أن الناس مسلميهم وكافرهم سيسألون عن أعمالهم يوم القيامة.. ولكننا نجد آية أخرى تقول ( ولا يُسْئَلُ عن ذنوبهم المجرمون ) القصص28 . كما يقول (فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان )الرحمن 55 .
فهل سيُسأل الناس يوم القيامة أم لا؟! أم أن الله لم يستقر على رأي في هذا الشأن .. يحاول أهل التأويل المراوغة بتفسير عدم سؤال المجرمين بأن الملائكة لا تسأل عنهم, لأنهم يعرفونهم بسيماهم فهكذا الأمور فى يد الملائكة تعرفهم وكأن الأشرار ذو وجوه قبيحة ولكن نسى أهل المرواغة أن السؤال لا يخص الملائكة بل الله حصراً لا شريك له فسيسأل الناس أجمعين " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " و "فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان" . فالكلام واضح ولم يقل سيسأل الأخيار ناهيك عن إختلال قصة العدل والمحكمة الإلهية حينما لا يُسأل الناس أجمعين .

* بصرهم حديد أم عُمى .
فى سورة ق 21 ( بصرك اليوم حديد ) لتعارضها الاية 44 من حم غسق ( خاشعون من الذل ينظرون من طرف خفي ) وتناقضها الاية 124 من سورة طه ( ومن أعرض عن ذكري.نحشره يوم القيامة أعمى ) .!

* هل شركهم بإرادتهم أم بإرادة الله ؟ .
مشهد آخر لا يخلو من التناقض الغريب بمقاييس القرآن نفسه , فالقرآن يخبرنا عن سؤاله للمشركين يوم القيامة عن سبب إشراكهم به فيقولون أن الله هو السبب في ذلك إذ لو شاء لهم عدم الشرك ما أشركوا . وهذا منطق متسق مع المنطق الإسلامى القائل بأن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء , ولكن الله يعيب عليهم هذا القول ويتهمهم بالكذب ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنَا وَلا آَبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) الانعام6: 148 . ولكن يبدو أنه نسي ما قاله في آية سابقة بنفس السورة ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ( الانعام 148 .! فهو يقر صراحة بأنه السبب في إشراكهم وفق مشيئته ويتأكد هذا الأمر فى مواضع عدة بالقرآن ( قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ) . وفى الأنعام 35 ( لو شاء الله لجمعهم على الهدى ) . وفى يونس 99 ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) . وفى هود : 118( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) .. ليطل علينا التناقض , فالله لا يريد هدايتهم ليبقوا فى الشرك ولكنه ينفى عن ذاته فى آية الانعام6: 148 إدعائهم أنه لولا مشيئة الله ما أشركوا هم ولا أباءهم ليصفهم بالكاذبين , فأين كذبهم إذا كان قد أقر فى مواضع عدة بأنها مشيئته .!

* عذاب الكافرين فى الآخرة أم فى الدنيا والآخرة .
مشهد عذاب الله للكافرين يعلوه الإرتباك والتناقض , فهل هو فى الآخرة فقط أم فى الدنيا والآخرة , ففى فاطر 36 ينبأ عن الآخرة فقط ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ) . ولكن فى آل عمران 56 ينبأ عن عذابهم فى الدنيا والآخرة ( فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ) .!

* ماهو طعام أهل الجحيم ؟ .
عن طعام أهل الجحيم نجد الله يخبرنا أنه الضريع حصراً وليس أى طعام آخر ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إلا مِنْ ضَرِيعٍ ) الغاشية 88 : 6 . ولكن يتناقض هذا فى الحاقة 69 ليجعله غسلين فقط ( وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ ) . وفى موضع ثالث سيجعلهم يأكلون من شجرة الزقوم ( أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلا أَمْ شَجَرَةُالزَّقُّومِ . إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ. إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ. فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَافَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ) الصافات37 : 63 .. ليقول قائل أن كل هذا طعام أهل النار ولكنك لم تلاحظ الحصر بأنه الضريع ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ "إِلا" مِنْ ضَرِيعٍ ) وحصره أيضا للغسلين ( وَلا طَعَامٌ "إِلا" مِنْ غِسْلِينٍ) . !

* حتى الموقف من الجن متضارب .!
الموقف من أهل الجن يناله التخبط أيضا .. لنا أن نعرف أن الجِن للعبادة أيضا حسب القرآن بل منهم المؤمنون الذين لا يشركون ففى الذرايات 56 ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) وفى سورة الجن ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) . ولكن فى الأنعام 128 سيحشر الله كل الجن فى الجحيم ولتلاحظ قوله "جميعا" ( وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليم) .!

* التناقض والإختلاف فى نسب حضور المسلمين واليهود والنصارى فى الجنه .
نجد حضور أهل الكتاب فى الجنه أكبر من عدد المسلمين ( ثُلَّةٌ مِن الأوَّلين وقليلٌ مِن الآخِرين) سورة الواقعة 56 . "الثلة " هى الجماعة و"الأولين" هم اليهود والنصارى أما "الآخرين" فهم المسلمون .بينما فى نفس السورة (ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِريِنَ) سورة الواقعة 56: 39 و40-ولتتناقض الآيتان مع ( مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين ) آل عمران 3: 85.
فهل حضور المسلمين فى الجنه أقل من الآخرين أم متساوى الحضور ؟ وهل إحصاء الله خاطئ ؟ وما موقف هذا من قوله "من يبتغ غير الإسلام دينا فهو من الخاسرين " وأين ذهبت ثلة الأولين . ؟!
هذه الآيات واضحة محددة تختص بيوم القيامة كحدث مستقبلى يدركه الله بإعتباره كلى المعرفة ليخبر المؤمنين به أى أن الأمور لا تقبل ولا تسمح بالخلل والتضارب والتناقض , لأننا أمام مشهد إخبارى يذكر فيه الله حضور المسلمين واليهود والنصارى فى الجنه .
يمكن تفسير هذا التناقض باننا أمام كتابات بشرية وصل بها الحال أن تتغير وتتبدل وتتناقض بناء على تأثير الجمهور المتابع فنقرأ من كتب التراث تناول لهذا المشهد برواية الإمام أبو محمد بن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع ، حدثنا شريك ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : لما نزلت ثلة من الأولين وقليل من الآخرين شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، ثلث أهل الجنة ، بل أنتم نصف أهل الجنة - أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم النصف الثاني .

** تناقض فى قصة الخلق بالقرآن .
تحتوي النصوص الإسلامية التي تصف خلق الكون والحياة على نوعين من التناقض , تناقضات للنصوص مع بعضها البعض وهذا ما سنعتنى به وتناقضات النصوص مع العلم الحديث سنتغافل عنها هنا على وعد بالإعتناء به لاحقاً .
- فى سورة البقرة 29( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شئ ٍ عليم) .
هنا نرى الله خلق مافى الارض جميعا , وكلمة " جميعا" تعنى ـن الله خلق الاشجار والبحار والانهار والجبال وكل مافى الارض جميعاً بدون إستثناء ثم استوى الى السماء وسواها .
إذن هذه الآية تنص على الترتيب الآتى
أولا : خلق الأرض .
ثانيا : خلق ما في الأرض " جميعا ".
ثالثا :((ثم )) خلق السماوات و ما فيها .
- فى سورة النازعات ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ )
تنص هذه الآية على أن الخلق جرى بالترتيب التالى :
أولا - خلق السماوات و ما فيها .
ثانيا- خلق الأرض و ما فيها .
أى إن الله سوى السماء أولا ليصبح هناك ليل وضحى ثم بعد ذلك دحا الارض بقوله ( وَالْأَرْضَ ((بَعْدَ ذَلِكَ)) دَحَاهَا ) . وخلق الماء والمرعى فى الارض وأرسى الجبال . ولكن هذا يتناقض مع البقرة 29 التى تقول ان الله هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ ((جَمِيعاً)) أى بما فيها من ماء ومرعى وجبال قبل خلق السماء .
- فى سورة فصلت : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ((( ثم))) استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم ) .
تنص الآيات أن الخلق جرى بالترتيب التالى :
أولا - خلق الأرض.
ثانيا - خلق ما في الأرض.
ثالثا - خلق السماوات و ما فيها.
فهنا الله خلق الارض أولا ووضع فيها الرواسى ثم سوى السماء بينما فى النازعات يقول ان الله سوى السماء أولا ثم جعل الرواسى فى الارض بقوله ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) ..فهل الله خلق كل مافى الارض جميعا من ماء ومرعى وجبال ثم سوى السماء بحسب البقرة 29. أم أن الله سوى السماء أولا ثم خلق ما فى الارض من ماء ومرعى وجبال حسب النازعات 27 . فأليس الماء والمرعى والجبال هى أشياء فى الارض والله قد خلقهم جميعا حسب البقرة 29 , فالله خلق مافى الارض جميعا ثم سوى السماء لكن فى النازعات نجد ان الله سوى السماء أولا ويقول كلمة ( وبعد ذلك ) دحاها أى الأرض ليخرج منها الماء والمرعى والجبال . !
- هل الله خلق الجبال التى هى الرواسى أولا قبل خلق السماء ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا ) كما فى سورة فصلت آم السماء كانت أولا قبل الجبال ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) كما فى سورة النازعات .
أليس هذا هو التناقض بعينه فهنا نجد تناقضات وإختلافات كثيرة بين سورة البقرة و سورة النازعات والغريب قول القرآن (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) – لا يا سيدى توجد اختلافات جمة.!
- ألا نلاحظ شيئا أن أيام الخلق فى فصلت ثمانية أيام بدلا من سته فهى يومان لخلق الأرض وأربعة أيام لإرساء الرواسى وتقدير الأقوات ويومان لخلق السبع سموات والنجوم ! ..وألا نلاحظ شيئا آخر أن خلق الأرض التى لا تمثل أكثر من حبة رمل فى صحراء الكون الرهيب كما نعلم إستغرق أربعة أيام كما فى النص بينما خلق السماء التى تحتوى على مليارات المجرات والنجوم استغرق يومين فقط بينما المنطق والعقل يعلنا عكس هذا تماما ً.!!
- ننهى التناقض فى سرد أسطورة الخلق بحديث نبوى يتناقض ما كل ما تم ذكره فى القرآن ليزيد الأمور إضطرابا. !
روى مسلم في صحيحه الحديث التالي من كتاب صفة القيامة والجنة و النار- باب ابتداء الخلق و خلق آدم عليه السلام . (عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال "خلق الله، عز وجل، التربة يوم السبت. وخلق فيها الجبال يوم الأحد. وخلق الشجر يوم الاثنين. وخلق المكروه يوم الثلاثاء. وخلق النور يوم الأربعاء. وبث فيها الدواب يوم الخميس. وخلق آدم، عليه السلام، بعد العصر من يوم الجمعة. في آخر الخلق. في آخر ساعة من ساعات الجمعة. فيما بين العصر إلى الليل ) .
بداية نلاحظ أن أيام الخلق هي الأيام الأسبوع المعتادة و ليست الأيام التى تم مطها لتقدر بألف سنه أو خمسين ألف سنه وفق تطويع المفسرين المحدثين للتغطية على تناقض قصص الخلق القرآنية مع العلم الحديث من حيث عمر الكون والحياة ولكن لهذا الإشكاليات لها مقال آخر كما ذكرت .
نلاحظ هنا أن عدد أيام الخلق هنا سبعة لتبدأ عملية الخلق يوم السبت و لتستمر حتى آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة وهذا يناقض نصوص القرآن الدالة على أنها ستة أيام .! كما نلاحظ استغراق خلق الأرض وما فيها ستة أيام بإعتبار خلق النور كناية عن خلق السماوات وما فيها تم فى يوم واحد وفق الحديث وهذا يناقض آيات فصلت تناقضاً تاماً .. ولنلاحظ أنه لا يمكن الجمع بأى حال من الأحوال بين ترتيب الخلق فى الحديث و بين ترتيبات الخلق المذكورة فى القرآن كما جاء في آية فصلت وآية البقرة وآية النازعات .

بعد هذا العرض نتلمس التناقض بشكل ملموس واضح المعالم فلا يوجد أى مبرر يمكن أن يسعف هذه التناقضات والتخبطات التى لن يجدى معها مرواغات التأويل , فنحن إما أمام أحداث حدثت فى الأرض أو فى السماء أو فى يوم القيامة بمعرفة إلهية , فهل خلقت الأرض قبل السماء أم العكس وهل مات المسيح أم تم رفعه , وهل تم طرد الشيطان من الجنه ام ظل متواجدا حتى اللحظة الأخيرة , هل أهل الكتاب لهم نصيب فى الجنه يعادل نصيب المسلمين أم لا أم هم من الخاسرين , وهل الكفار يتسائلون أم لا إلى أخر ما تم تدوينه .!
نحن أمام تناقضات واضحة تخص علم ومعرفة وترتيب الله لتكون الأحداث سواء تمت على الأرض او ستتم فى يوم القيامة أحداث إخبارية لا تقبل التخبط والتنافض فلا علاقة لها بموائمات أو تدرج الأحكام حتى يحاول المبررون الملفقون إيجاد طريقاً .. ولنرى ماذا هم فاعلون .

دمتم بخير وإلى لقاء مع الجزء الثالث .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون
- وهم المصمم العاقل..كون بلا عقل
- وهم المصمم العاقل..التصميم فاعل طبيعى
- لغز داعش ؟ ابحث عن المستفيد .
- تأملات شيوعية .
- تحريف القرآن من المنطق ومن شهادة الصحابة
- التحريف فى الكتب المقدسة-تحريف الكتاب المقدس
- آيات ونصوص يجب مصادرتها وحظرها
- قضية للنقاش : هل هو إرهابى أم إستشهادى ؟
- تأملات لادينية فى الإيمان والأديان السبب والأثر
- خربشات ومشاغبات ومشاكسات-الأديان بشرية
- إنهم متبجحون-مائة خرافة مقدسة(من70إل85)
- أقوى تأمل وفكرة راودتنى
- السببية تنفى وجود وفعل الإله !-تأملات إلحادية(9)
- مغالطات بالجملة فى مفهوم السببية-خواطر إلحادية(8)
- تنبيط (4)-سخرية عقل على جدران الخرافة والوهم
- أيهما منطقى - تأملات إلحادية (7)
- منطق إله أم فكر بشرى عدائى إقصائى
- تأملات لادينية-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور معرض طهران الدولي للكتاب 
- المشكلة في -مركز تكوين- أم في التنوير -سيئ السمعة-؟!
- قائد الثورة: جميع الأئمة (ع) كانوا يسعون إلى الحكم الإسلامي ...
- دار الإفتاء المصرية تحدد الحكم الشرعي لسرقة التيار الكهربائي ...
- مستشار المرشد الأعلى: طهران منفتحة على إجراء محادثات مع واشن ...
- سلي أولادك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 بالأقمار نايل وعرب سا ...
- قصة مزار فاطيما الذي يحج إليه الكاثوليك من كل أنحاء العالم
- البابا فرانسيس يعرب عن تعازيه لعائلات ضحايا القصف الأوكراني ...
- “بالإشارة الأقوى” تردد قناة طيور الجنة 2024 لمشاهدة أحلى الأ ...
- النسويّة الإسلامية والمسيحية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقضات قرآنية - جزء ثانى